مغامرة في عشش الحب
كورنيش ترعة الإسماعيلية بمسطرد ملتقي للعشاق والحب الحرام
أفعال فاضحة ومخدرات وأشياء أخري في الليل والنهار
"المعدية" الوسيلة الوحيدة للوصول للوكر
والقوادون يستعينون بالناضورجية لحمايتهم من المباحث
راغبو المتعة الحرام والساقطات بالجملة
مجموعة عشش من الخشب والبوص لا يفصلها سوي بعض الأشجار علي امتداد ضفة ترعة الإسماعيلية بكورنيش منطقة مسطرد يطلق عليها عشش الحب والعشاق أصبحت ملتقي للمراهقين.. شباباً وفتيات من مختلف الأعمار يرتكبون بداخلها الأفعال الفاضحة ويتبادلون القبلات الساخنة.
رجال وساقطات يفترشون الأرض لممارسة الحب الحرام ناهيك عن تعاطي كافة أنواع المخدرات حشيش. بانجو وأقراص مخدرة.
خاضت "دموع الندم" المغامرة في هذه الأوكار وكشفنا بالكلمة والصورة ما يدور داخل وخارج تلك العشش من وقاحة و"قلة أدب".
في البداية نسجل أن تلك العشش محاطة بأشجار "اللبلاب" والاسباركس التي تحجب الرؤية عما يحدث داخلها. الوصول إلي هذه العشش عن طريق "معدية" مياه تعبر الترعة.
أصحاب "المزاج" يترددون علي هذه المنطقة ليلا ونهاراً.
العشش يديرها قوادون وقوادات.
العشش مزودة بمقاعد وموائد صغيرة.
أسعار المشروبات من مثلجات وشاي مرتفعة و"الغاوي" يدفع!
العشش مضاءة بأنوار خافتة.
آثار تعاطي المخدرات ملقاة علي امتداد حافتي ترعة الإسماعيلية.
المغامرة
بدأنا المغامرة في الثالثة ظهر الاثنين الماضي.. أعددنا الكاميرا وتوجهنا إلي المنطقة التي سمعنا عنها الكثير.
عندما وصلنا إلي كورنيش منطقة مسطرد بالقليوبية توقفنا أمام "المعدية" المتجهة إلي الضفة الأخري.. ثمن عبور الترعة 50 قرشاً دفعناها للمراكبي وتوالت المفاجآت.
شاهدنا سيارات فارهة حوالي تسع سيارات تقف أمام العشش بعضها بداخلها أصحابها والبعض تركوها.. وصلنا إلي بواب العشة الأولي ولاحظنا أن لكل "عشة" أو كافتيريا كما يطلقون عليها هناك شخص يجلس أمام الباب يراقب حركة المارة وبمتابعتنا لهذا الشخص تبين انه من الناضورجية المختصين بحراسة وتأمين الكافتيريا من البلطجية وحملات المباحث.
لاحظنا شيئاً آخر ان هناك سورا حديديا يحيط بتلك العشش تنمو خلفه الأشجار الكثيفة وأنواع مختلفة من الزروع المتشابكة تحجب الرؤية تماماً عن المارة بالشارع..
دخلنا إلي العشة الأولي واستقبلتنا صاحبتها "المعلمة" استقبالاً حاراً:
تفضلوا يا باشوات واصطحبتنا حتي أن جلسنا علي مقعدين من البلاستيك وسط الأشجار ثم طلبنا منها أن تحضر لنا عصير ليمون.. انصرفت عنا وأمرت أحد العاملين بالكافتيريا بعمل العصير.
التفتنا يميناً ويساراً نستكشف المكان.. فشاهدنا شخصين يجلسان مع "المعلمة" التي اصطحبتنا عند دخولنا العشة يتسامرون و"يشربون" الشيشة..
بقايا المخدرات
أخذنا الفضول لنري ماذا يفعلون علي الترابيزة ونحاول أن نسمع الحوار الذي يدور بينهم لكننا عجزنا لأننا كنا نجلس بعيدا عنهم وعندما حاولنا تغيير مكاننا شاهدنا أغلفة الأقراص المخدرة وبقايا السجائر المخدرة تغطي أرضية العشة كما رأينا زجاجتين فارغتين من "البيرة" وسط حشائش الترعة.لم تمض 10 دقائق حتي جاء لنا العامل بعصير الليمون فطلبنا منه تغيير مكاننا لأننا نريد أن نجلس بإحدي العشش الصغيرة أمام المياه.. فأخبر العامل "المعلمة" بذلك فجاءت إلينا واصطحبتنا إلي عشة صغيرة بالقرب من المائدة التي تجلس عليها مع زبائنها وتمكنا في هذا المكان من كشف ما يدور في العشش المجاورة.
الغرزة
شاهدنا غرزة صغيرة علي جانب المدخل الرئيسي للكافتيريا "العشة" يقوم العمال بإعداد العصائر والشاي داخلها بجانبها موقد فحم لتجهيز "حجارة الشيشة" وتجلس المعلمة علي مائدة أمام مدخل العشة بجوار تلك الغرزة ممسكة بيدها المحمول في انتظار اتصال الناضورجية في حالة "كبسات" المباحث.
شاهدنا فتاة ترتدي عباءة سوداء "مجسمة عليها" ومطرزة وترتدي حذاء ذات كعب عال دخلت العشة أمامنا تتمايل وكأنها في حالة رقص ثم جلست علي مائدة المعلمة وأخذت تضحك مع الشخصين اللذين كانا يتسامران مع المعلمة واحتست كوباً من العصير وتناولت معهم الشيشة وبعد حوالي 15 دقيقة أعطاها احدهما سلسلة مفاتيح سيارته لتسبقه وخرجت إلي الشارع وتابعناها حتي وصولها إلي سيارة الزبون.
لحق بها وقاد سيارته وهي إلي جواره وانطلقا إلي حيث لا نعلم!!
عدت إلي مقعدي نستكشف المزيد فشاهدنا مجموعة من الشباب يجلسون في ركن بعيد بالعشة أمام مياه الترعة مباشرة وأمامهم الشيشة وأكثر من 30 حجرا ويقوم أحد العمال بتغيير الحجارة لهم ويقوم أحدهم بحشو الحجارة بالحشيش وشاهدنا علي المائدة بعض زجاجات الخمر.
أخذت أترجل داخل الوكر مدعياً انني أتحدث بالموبايل فشاهدت شابا لم يتجاوز العشرين من عمره وفتاة تبدو مراهقة يفي حالة حب وتبادل القبلات.
تجولنا في اتجاه بعض عشش البوص الصغيرة علي ضفاف الترعة فشاهدت مشهداً أكثر سخونة.
عدت إلي زميلي وقمنا بدفع ثمن العصير إلي المعلمة وخرجنا من الوكر وسرنا بالكورنيش لنري ماذا يحدث بالخارج وجدنا أن الشارع هاديء.. وحركة المارة نادرة وأن المباني المطلة علي العشش بعيدة جداً لا يستطيع أحد من سكان تلك العقارات رؤية ما بداخل العشش كما أن الأشجار الكثيفة المحيطة بها تحجب الرؤية و أن بعض أصحاب السيارات ينتظرون أمام العشش لاصطياد فتيات الليل.
صعوبة الضبط
نظراً لوقوع العشش علي ضفاف ترعة الإسماعيلية فانه عندما تتم مداهمات مباحث الآداب أو المخدرات لتلك العشش يقوم "النوضورجية" بإبلاغ أصحابها فيسرعون إلي القوارب ويهربون إلي الضفة الأخري وبذلك يتهربون ويهربون فيصعب علي رجال المباحث مطاردتهم بعد عبورهم الترعة.
أخيراً لعل هذه المغامرة تكونا لمرآة التي تعكس واقع ما يحدث في هذه الأوكار بالليل والنهار وهذه رسالتنا التي نريد توصيلها للأجهزة الأمنية لانقاذ ما يمكن إنقاذه.